السبت، 8 يونيو 2013

الكذب

سـلوكيـات يجب الحذر منها


يحيى بن موسى الزهراني 




 الكذب :
داء عظيم وخطير ، ابتلى به البعض ، داء تفاقم وتعاظم في هذا الزمان ، فنسأل الله السلامة والأمان ، وهو مرض أشبه بالميكروب المستوطن في البيئة الإنسانية ، فقلما يخلو منه إنسان ، ندر أن تتنظف منه بيئة ، ويصعب عليك أن تجد طائفة من طوائف البشر تنزهت عن الكذب وتبرأت منه .
وما من حق ضائع ، ولا فقير جائع ، ولا ظلم باطش ، ولا اعتداء جائر ، إلا وله ثوب من الكذب يتلفلف به .
قال تعالى : [ إن الله لا يهدي من مسرف كذاب ] ( غافر 28 ) ، وقال تعالى : [ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ] ( الزمر 60 ) ، وقال عز وجل : [ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بالله وأولئك هم الكاذبون ] ( النحل 105 ) .

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق  ، وإني انطلقت معهما ، . . فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ليشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى . قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق . . . قال : قلت لهما : فإني قد رأيت الليلة عجباً ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنّا سنخبرك : وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق . . . } ( البخاري ومسلم ) ، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه } ( الصحيحة وهو حسن ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : { ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له } ( ابوداود والترمذي والنسائي والبيهقي )  
مقتبس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق