الثلاثاء، 10 مايو 2011

معاملة الزوجة





ترَفّق في كلامك وخفِّف من لومك


محمد رشيد العويد

ذكرتْ لي، خلال عرضها استشارتها، أنها كانت مع زوجها في سوقٍ مركزي في إحدى دول الغرب، وخلال تسوِّقهما تناولت ثلاث قطع حلوى (شوكولاتة) ووضعتها في العربة.
ثم أنهيا تسوُّقهما وتوجَّها إلى (الصندوق) الذي صار يسجل أثمان السلع على الجهاز، وما إن رأى زوجها ثمن قطع الحلوى يظهر على الشاشة، وهو ثلاثون دولاراً، حتى نظر إليها وقال: ثلاثون دولاراً؟! الحبة بثلاثة دنانير؟! كيف تستسيغين حبة (كاكاو) تذوب في فمك خلال دقائق قليلة وتذوب معها ثلاثة دنانير؟!
هذا ما حدث قبل سنوات، حين كان زوجها يدرس في ذاك البلد الغربي، وكانت زوجته معه؛ لم تَنسَهُ، وذكرته في معرض استشارتها وهي تمسح دموعها التي سالت على خديها.
قد يستنكر كثيرون على هذه الزوجة حِفظها هذا الحدث، ويستنكرون أكثر روايتها له، ولكنني مع ذلك أعرضه هنا لأقف بعض الوقفات:
· كما نعلم فإنّ المرأة قوية العاطفة، مرهَفة الإحساس، رقيقة الطبع، ومن ثم فهي تتأثر كثيراً بأيِّ لوم أو نقد أو اتهام.
· قد يكون الزوج مُحِقّاً في ما أخذه على زوجته؛ فثمن هذه القطع الثلاث من الحلوى أضعاف أنواع أخرى لا تَقِل جودة أو مذاقاً طيباً عن النوع الذي اشترته الزوجة، وخاصة إذا كان دخلُه مرتبَ البعثة الدراسية المحدود نسبياً.
· لعل الزوجة لم تنظر إلى ثمن ما اشترته ووضعته في العربة دون اهتمام بسعره.
· أهم ما نخرج به هو أنّ على الأزواج أن يحفظوا ألسنتهم ما استطاعوا عن نُطْقِ عبارات تؤذي زوجاتهم، وأن لا يزنِوها بميزان العقل والواقع بل بميزان العواطف والمشاعر.
ففي الحدث الذي حكيته كان يمكن للزوج أن يتجاهل الأمر وقد تم الشراء، أو يسأل زوجتـه: «هل قرأت ثمنها قبل أن تضعيها في العربة؟»، فهذه أخف وطأة على الزوجة من العبارة السابقة ............ منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق