الثلاثاء، 10 مايو 2011

عنذما يهجر الزوج زوجته


الأستاذ محمد رشيد العويد

يخطئ بعض الأزواج حينما يحسبون أن المرأة وحدها مأمورة بعدم الامتناع عن زوجها إذا دعاها إلى فراشه؛ إذ أن الرجل أيضاً مأمور بعدم الامتناع من زوجته، وبإشباع حاجتها إلى المعاشرة لإعفافها.

قال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله: «والوطء واجب على الرجل - أي على الزوج أن يجامع زوجته - إذا لم يكن له عذر، وبه قال مالك».

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد منع عبدالله بن عمرو بن العاص من قيام الليل كله، أو كل ليلة، مع صيام النهار، فلأنّ في هذا إضاعة لحق الزوجة. أخرج الإمام البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم «يا عبدالله.. ألم أُخْبَر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟» قلت: بلى يا رسول الله. قال: «فلا تفعل. صُم وأفطر، وقُم ونَم؛ فإنّ لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً» رواه البخاري.

هل يُجبر الزوج على وطء زوجته؟

ثم إن الزواج شُرع في الأصل لمصلحة الزوجين ودفع الضرر عنهما، ومن هذا الضرر ضرر الشهوة «والوطء يُفضي إلى ذلك - أي يدفع هذا الضرر - فيجب - أي الوطء - على الزوج ليدفع عنها ضرر الشهوة، كما أن هذا الوطء يُفضي إلى دفع ضرر الشهوة عن الزوج نفسه فيتأكد الوجوب عليه»، كما جاء في المُغني لابن قُدَامة.

لها حق طلب التفريق

هل تَرْكُ الزوج معاشرة زوجته يعطيها الحق في طلب تفريقها عنه؟

جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير: «إذا ترك الزوج وطء زوجته وتضررت الزوجة بهذا الترك جاز لها طلب التفريق من زوجها، ويجيب القاضي طلبها، وبهذا صرح المالكية».

يعلق الدكتور عبد الكريم زيدان في موسوعته (المفصّل في أحكام المرأة) فيقول: والواقع إنّ تعمد الزوج ترك وطء زوجته دون عذرٍ مشروعٍ يدل على قصده الإضرار بها، والإضرار لا يجوز شرعاً، ويصلح أن يكون سبباً للفُرقة بين الزوجين إذا طلبتها الزوجة من القاضي.

وهكذا يتأكد حق الزوجة في معاشرة زوجها لها، وأنه ليس له أن يمتنع منها طويلاً، وأنه يحق لها أن تطلب التفريق منه إذا استمر في الامتناع.
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق