سـلوكيـات يجب الحذر منها
يحيى بن موسى الزهراني
الغيبة :
وهي داء مسموم ، وعرض من عروض التجارة
الخاسرة مع الشيطان ، والغيبة هي ذكر الإنسان بما يكره ، والغيبة تذهب الحسنات ،
وإذا قلت في أخيك كلمة يكرهها فأنت له بها مغتاب ، وهو لا يكره كلمة تقال فيه إلا
إذا كان فيها عيباً يريد ستره عن الناس ، وهذا العيب تريد أن تكشفه أنت للناس حتى
يحتقروه ، ويبغضوه ، ويحترسوا منه ، لئلا يصاحبوه ، وإذا أراد مصاهرتهم رفضوه ،
وإذا تقدم إلى عمل منعوه ، لأنك حقرته عندهم فاحتقروه ، بل وتريد أن لا يردوا عليه
السلام إذا سلم عليهم .
أخي الكريم ، هذا أمر مؤلم للقلوب ومؤسف
للنفوس ، لا يرضاه ذا دين وعقل ، فينبغي على المسلم إذا أتاه من يغتاب إنسان عنده
رده حتى يتبين له صدقه من عدمه .
قال تعالى : { يا أيها الذين أمنوا
إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }
( الحجرات6 ) .
وقال تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم }
( الحجرات12 ) .
كم من أسر تفككت ، وكم من ديار قد خُربت
، وكم من بيوت هُدمت ، وكم من حُروب اشتعلت ، كل ذلك بسبب الغيبة والنميمة ـ أعاذ
الله المسلمين منها ـ قال صلى الله عليه وسلم : [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
، فليقل خيراً أو ليصمت ] ( متفق عليه ) ، قال النووي رحمه الله : [ اعلم أنه
ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه مصلحة ، ومتى
استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه ، لأنه قد يجر الكلام المباح
إلى حرام أو مكروه ، وذلك كثير في العادة ، والسلامة لا يعدلها شئ ] أ.هـ .
فإذا وثق الإنسان من أن كلامه فيه خير
تكلم ، وإذا شك في مصلحة الكلام فالسكوت من ذهب ، والغيبة : ذكر الإنسان في غيبته
بما يكره من قول أو عمل ، قال صلى الله عليه وسلم : [ أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا :
الله ورسوله أعلم ، قال " ذكرك أخاك
بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد
اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ] ( مسلم ) .
الفرق بين الغيبة والبهتان والشتم :
الغيبة : قال الجرجاني : الغيبة : ذكر مساوئ
الإنسان في غيبته وهي فيه ، وقيل أن الغيبة : ذكر العيب بظهر الغيب ، وقال بن
الأثير : الغيبة : أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه ، وقال بن التين :
الغيبة : ذكر المرء ما يكرهه بظهر الغيب . وكل هذه التعاريف بمعنىً واحد .
البهتان : ذكر مساوئ للإنسان وهي ليست
فيه .
الشتم : ذكر المساوئ في مواجهة المقول
فيه .
مقتبس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق