سـلوكيـات يجب الحذر منها
يحيى بن موسى الزهراني
الكذب :
داء عظيم وخطير ، ابتلى به البعض ، داء
تفاقم وتعاظم في هذا الزمان ، فنسأل الله السلامة والأمان ، وهو مرض أشبه
بالميكروب المستوطن في البيئة الإنسانية ، فقلما يخلو منه إنسان ، ندر أن تتنظف
منه بيئة ، ويصعب عليك أن تجد طائفة من طوائف البشر تنزهت عن الكذب وتبرأت منه .
وما من حق ضائع ، ولا فقير جائع ، ولا
ظلم باطش ، ولا اعتداء جائر ، إلا وله ثوب من الكذب يتلفلف به .
قال تعالى : [ إن الله لا يهدي من
مسرف كذاب ] ( غافر 28 ) ، وقال تعالى : [ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا
على الله وجوههم مسودة ] ( الزمر 60 ) ، وقال عز وجل : [ إنما يفتري الكذب
الذين لا يؤمنون بالله وأولئك هم الكاذبون ] ( النحل 105 ) .
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ،
وإنهما قالا لي : انطلق ، وإني انطلقت
معهما ، . . فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من
حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ليشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه
إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول فما يفرغ
من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في
المرة الأولى . قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق . . . قال
: قلت لهما : فإني قد رأيت الليلة عجباً ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي :
أما إنّا سنخبرك : وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه
وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق . . . } (
البخاري ومسلم ) ، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : { أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ، وببيت في وسط
الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه } (
الصحيحة وهو حسن ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : { ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به
القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له } ( ابوداود والترمذي والنسائي والبيهقي )
مقتبس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق