الخميس، 27 يونيو 2013

2حكم الادباء والفلاسفة في الحياة

كل الأشياء ترحل ولا تعودلا الدُعاء يرحل بالرجاء ويعود بالعطاء
أول شخص تفكر فيه في الصباح أو اخر شخص تفكر فيه بالليل هو أما سبب سعادتك او سبب حزنك
راقِبْ جيّداً مَنْ يَحزنْ لِحُزِنكْ .. ويَفرح لِفَرِحَكْ .. فَهُو منْ يَستَحقّ زَاويَةُ خَاصّة فِي قَلبكْ
لن يلتفت الناس إلى ملابسك القديمة إذا كانت لك إبتسامة عريضة    ــ أنيس منصور
خير لك أن تقضي وقتك بالسعي لإدخال نفسك للجنة على السعي في إثبات أن غيرك سيدخل النار
حب الرجل ـ للأنثى فطره ولكن حمايتها و الحفاظ عليها رجولة
بعض الناس مثل الكتاب . . . تجد فيهم الحكمة والخير الكثير وبعضهم لا تجد فيه إلا جمال صورة الغلاف
عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ولتبدأ من جديد فالحياة فرص كُن بلسماً، سيكونُ يومكَ باسم
قد لا تدري ولا تدري أنك لا تدري أن السعادة أحيانا تكمن في ترك الأشياء أكثر من الحصول عليها
قمة قله الأدب : تباهيك المتكرر بنعمه تملكها أمام من يفتقدها
إن أسقطتني الحياة فهذا شأنها وشأني أنا أن أسقط واقفا حتى لو كلفني ذلك شرخا أبديا في ظهري
 إبراهيم وليد إبراهيم
النَّفوسُ بُيوتُ أصحابِها فإذا طرقتُموها فاطرُقوها بِرفق        ــ علي بن أبي طالب .. رضي الله عنه
أحيانا نحاول فتح الباب .. فنفشل فندفعه بقوه .. فنتألم ثم نكتشف انه يُفتح في الإتجاه الآخر .. فنصحك كذلك هي المشاكل تُحل بالعقل لا بالقوة
سرك سجينك ، فإن أنت حررته صرت عبداً له
لا شيء يمكن أن يجلوا صدأ النفس مثل ترتيل بضع آيات يهمس بها قلب المؤمن فيطمئن ويهدأ ويسكن فيه طائر القلق   ــ   . مصطفى محمود
لكل عصر تحدِ وتحدي هذا العصر المحافظة على الأخلاق
لا تحكم على شخص من خلال شكله وتترك المضمون فالقهوه بالرغم أن طعمها مر بعد أن يتذوقها البعض .. يعشقها لدرجة الجنون
البعض نحبهم لكن لا نقترب منهم فهم في البعد أحلى وهم في البعد أرقى وهم في البعد أغلى    ــ    جبران خليل جبران
أعلى درجات الشجاعة أن تجرؤ على الظهور على حقيقتك
تستطيع أن تملك كَـل ما تريد . . . لكن بدعوة مظلوم تفقد كَـل ما ملكت
قالوا لجمال الدين الأفغاني : إن المستعمرين ذئابٌ فقال : لو لم يجدوكم نعاجًا لما كانوا ذئابًا
كل الناس يريدون قصة حب مثل الأفلام ونسوا أن الأفلام ( ساعة ونصف )
لا يُوجد إنسآن خالِي مِن الهُمٌُوم ولكِن هُنااك مَن يتذكّر انّها دُنيا و يبتسِم
الفتاة المحتشمة فخر لأبويها ، كنز لزوجها ، قدوة لبناتها
مَا دُمتَ تُشَاهد إبتَسآمَة أمَك فَالحياةْ مَا زَالتّ بَالنَسَبَة لَكّ بَخير

الإستقبال البارد هو بالفعل طرد مؤدب     ــ   جورج برنارد شو

1حكم الادباء والفلاسفة في الحياة


  1. من لا يرى في يومه ما يستحق التبسم . . فليغلق عينيه عشرة دقائق . . ليعلم أن رؤية النور وحدها تستحق الإبتسامة
    إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ     عنترة بن شداد
    لا تدع غيرك يلون حياتك فقد لا يحمل بيده سوى قلم أسود
    من عجائب الإنسان أنه يستفز من سماع النصيحة و ينصت لسماع الفضيحة
    لا تناقش عاشق ولا متعصب فالأول يحمل قلباً أعمى والثاني يحمل عقلاً مغلق ــ جورج برنارد شو
    إن المعرفة لا تولّد الأخلاق والأفراد المثقفون ليسوا بالضرورة أناساً صالحين ـ جان جاك روسو
    الجاهل هو الذي يجيب على كل سؤال يُطرح عليه
    تشاءُ يا عبدي وأشاء فإذا رضيتَ بما أشاء أعطيتُك ما تشاء
    لا تحزن حين يمزقك من لا يحسن قراءتك فأنت من ارتضيت أن تكون له كتابا مفتوحا
    السهر جميل حينما تختاره وسيء جداً حينما يختارك !
    أسعّد إنسان : هو منْ لا ينتظر شيئاً منَ أحد إلا منَ الواحد الأحد
    قد يكون أقرب الناس إليك أبعدهم ويكون أبعدهم عنك أقربهم فــ القرب بالشعور .. لا بالحضور
    من إتبع عقله أصبح بارداً ومن إتبع قلبه سينكسر دائماً فكُن شخصاً : ذا إتـــزان
    شيء واحد لا تندم عليه أبداً . . حسن خُلقك مع الآخرين حتى وإن قابلوك بالإساءه فإن أفضل المؤمنين عند الله أحسنهم خُلقاً
    الجوع إلى المحبة أعظم من الجوع إلى الخبز ...    الأم تيريزا
    بدأ الشيخ محاضرته فلما قال بسم الله رن هاتفه وقال : اعذروني عن الدرس اتصلت أمي تريدني أن أوصلها فـكان أعظم درس
    عندما تظلم ستظلم .. و عندما تكذب سيكذب عليك .. و عندما تخون ستُخان .. فافعل الآن ما تحب أن يفعل بك غداً "كما تدين تدآن"
    عندمآ يكون الإنسان على حآفة الآنهيار يحتآج إلى الحنآن . . أكثر من حآجته إلى النصآئح والعتاب
    نُبتلى .. لعلنا من الذنوب نَفيق
    المتاجرون بمشاعر الناس خاسرون .. ولو ملكوا أموال قارون
    لا تسأل راحلاً عن سبب رحيله لأنه جهز عذره قبل حقائبه
    لآ يمرضُ الأملْ مآ دآم الإيمَآن بـِ صحَّةٍ جيّده
    لأننا نتقن الصمت ، حمّلونا وزر النوايا
    إذا أردت أن تعرف شيئا عن أحد . . أسأله هو ولا تسأل غيره . .  فعشاق التأليف كثيرون .
    إذا كنت مع الله . . فأنت مع الأغلبية المطلقة . .. إبراهيم الفقي
    في الأغلب كل القلوب ستنساك ما عدا قلب أمك
    لو كآنت الدُنَيآ سهله . . لمآ كآن الصبر أحد أبواب الجنه . .
    عندما تُبالغ المرأه بالتحرر تفقد أنوثتها
    التاريخ لا يعيد نفسه كما يشاع . . . ولكن الإنسان يكرر غبائه

السبت، 8 يونيو 2013

الكذب

سـلوكيـات يجب الحذر منها


يحيى بن موسى الزهراني 




 الكذب :
داء عظيم وخطير ، ابتلى به البعض ، داء تفاقم وتعاظم في هذا الزمان ، فنسأل الله السلامة والأمان ، وهو مرض أشبه بالميكروب المستوطن في البيئة الإنسانية ، فقلما يخلو منه إنسان ، ندر أن تتنظف منه بيئة ، ويصعب عليك أن تجد طائفة من طوائف البشر تنزهت عن الكذب وتبرأت منه .
وما من حق ضائع ، ولا فقير جائع ، ولا ظلم باطش ، ولا اعتداء جائر ، إلا وله ثوب من الكذب يتلفلف به .
قال تعالى : [ إن الله لا يهدي من مسرف كذاب ] ( غافر 28 ) ، وقال تعالى : [ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ] ( الزمر 60 ) ، وقال عز وجل : [ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بالله وأولئك هم الكاذبون ] ( النحل 105 ) .

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق  ، وإني انطلقت معهما ، . . فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه ليشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى . قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق . . . قال : قلت لهما : فإني قد رأيت الليلة عجباً ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنّا سنخبرك : وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق . . . } ( البخاري ومسلم ) ، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه } ( الصحيحة وهو حسن ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : { ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له } ( ابوداود والترمذي والنسائي والبيهقي )  
مقتبس.

الغيبة

سـلوكيـات يجب الحذر منها


يحيى بن موسى الزهراني 




 الغيبة :
وهي داء مسموم ، وعرض من عروض التجارة الخاسرة مع الشيطان ، والغيبة هي ذكر الإنسان بما يكره ، والغيبة تذهب الحسنات ، وإذا قلت في أخيك كلمة يكرهها فأنت له بها مغتاب ، وهو لا يكره كلمة تقال فيه إلا إذا كان فيها عيباً يريد ستره عن الناس ، وهذا العيب تريد أن تكشفه أنت للناس حتى يحتقروه ، ويبغضوه ، ويحترسوا منه ، لئلا يصاحبوه ، وإذا أراد مصاهرتهم رفضوه ، وإذا تقدم إلى عمل منعوه ، لأنك حقرته عندهم فاحتقروه ، بل وتريد أن لا يردوا عليه السلام إذا سلم عليهم .
أخي الكريم ، هذا أمر مؤلم للقلوب ومؤسف للنفوس ، لا يرضاه ذا دين وعقل ، فينبغي على المسلم إذا أتاه من يغتاب إنسان عنده رده حتى يتبين له صدقه من عدمه .
قال تعالى : { يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ( الحجرات6 ) .
وقال تعالى : { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } ( الحجرات12 ) .
كم من أسر تفككت ، وكم من ديار قد خُربت ، وكم من بيوت هُدمت ، وكم من حُروب اشتعلت ، كل ذلك بسبب الغيبة والنميمة ـ أعاذ الله المسلمين منها ـ قال صلى الله عليه وسلم : [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت ] ( متفق عليه ) ، قال النووي رحمه الله : [ اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه مصلحة ، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه ، لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، وذلك كثير في العادة ، والسلامة لا يعدلها شئ ] أ.هـ .
فإذا وثق الإنسان من أن كلامه فيه خير تكلم ، وإذا شك في مصلحة الكلام فالسكوت من ذهب ، والغيبة : ذكر الإنسان في غيبته بما يكره من قول أو عمل ، قال صلى الله عليه وسلم : [ أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ،  قال " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ] ( مسلم ) .

الفرق بين الغيبة والبهتان والشتم :
الغيبة : قال الجرجاني : الغيبة : ذكر مساوئ الإنسان في غيبته وهي فيه ، وقيل أن الغيبة : ذكر العيب بظهر الغيب ، وقال بن الأثير : الغيبة : أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه ، وقال بن التين : الغيبة : ذكر المرء ما يكرهه بظهر الغيب . وكل هذه التعاريف بمعنىً واحد .
البهتان : ذكر مساوئ للإنسان وهي ليست فيه .
الشتم : ذكر المساوئ في مواجهة المقول فيه .

 مقتبس

النميمة

سـلوكيـات يجب الحذر منها


يحيى بن موسى الزهراني 




 النميمة :
مرض خطير من أمراض القلوب و أدوائها ، وعامة عذاب القبر منها ـ اللهم أعذنا منهاـ والنميمة : هي نقل الكلام بين الناس ( من شخص إلى آخر ) بقصد الإفساد وإيقاع البغضاء والضغينة بين الناس .
والنمام : هو الذي يتحدث مع القوم فينم عليهم فيكشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو الثالث ( النمام ) ، وسواء أكان الكشف بالعبارة أو بالإشارة أو بغيرهما .

الدوافع إلى النميمة :
1- العداوة والبغضاء بين الناس .
2- مشاركة أصحاب السوء ورفاق الرذيلة حديثهم بالغيبة والنميمة .
3- حب التحدث في أعراض الناس بالنميمة .
4- إرادة السوء بالمحكي عنه .
5- حب إثارة العداوة بين الناس .
والنميمة محرمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : { هماز مشاء بنميم } ( القلم11 ) ، والهماز : هو المغتاب .
و قال تعالى : { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } ( ق18 ) .
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يدخل الجنة نمام ] ( متفق عليه ) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مر بقبرين ، فقال : انهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، بلى إنه كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله ] ( متفق عليه ) .
والنميمة داء عضال وسقم بطال ، ابتلي بها بعض الناس ـ أصلحهم الله ـ وهي من كبائر الذنوب التي تستحق العقوبة .

عقوبة النمام :
في الدنيا : فإذا عُرف من أفسد بين الناس فينبغي أن يُتخذ بحقه الجزاء الرادع والحازم من قبل من بيده الأمر . 
وفي القبر : ما ذكرناه في الحديث السابق من عذاب النمام ، العذاب الذي لا يعلم به إلا الجبار سبحانه وتعالى .
وفي الآخرة : [ لا يدخل الجنة نمام ] ( متفق عليه ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه } ( البخاري ومسلم والترمذي ) .
 وروي عن علي رضي الله عنه أن رجلاً سعى إليه برجل فقال له علي رضي الله عنه : ( يا هذا ، نحن نسأل عما قلت ، فإن كنت صادقاً مقتناك ، وإن كنت كاذباً عاقبناك ، وإن شئت أن نقيلك أقلناك ، فقال الرجل : أقلني يا أمير المؤمنين ) ، وروي عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ، أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئاً ، فقال له عمر : ( إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية : [ إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ] (الحجرات 6 ) ، وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية : [ هماز مشاء بنميم ] ( القلم 11 ) ، وإن شئت عفونا عنك ، فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبداً ) ، وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : ( من نم إليك نم عليك ) ، ورفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم وكان مالاً كثيراً ، فكتب على ظهرها : النميمة قبيحة ، وإن كانت صحيحة ، والميت يرحمه الله ، واليتيم جبره الله ، والمال نماه الله ، والساعي ( النمام ) لعنه الله .
قال الشاعر :
                 تـنـح عـن الـنـمـيـمـة واجـتـنـبها
                                   فـإن الـنـم يـحـبـط كـل أجـر
                 يـثـيـر أخـو الـنـمـيـمـة كـل شـر
                                   ويـكـشـف للـخـلائـق كـل سر
                 ويـقـتـل نـفـسـه ســواه ظـلــمـاً
                                   ولـيـس الـنـم مـن أفـعـال حر

 مقتبس


الحسد

سـلوكيـات يجب الحذر منها

يحيى بن موسى الزهراني

إمام الجامع الكبير بتبوك





  الحسد :
الحسد داء عضال وهو مرض خطير من أمراض القلوب . والحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه ، فالحسد يبعد صاحبه عن التقوى ويركبه الأهواء فيضل ويغوى ، يضيق صدر الحسود ويتألم ويتفطر إذا رأى نعمة أنعمها الله على أخيه المسلم ، فيعاني من شدة البؤس والغيظ ، فلا يشكو ما أصابه من حزن وقلق إلا إلى الشيطان أو إلى نفسه الأمارة بالسوء أو إلى من هو مثله في الحسد ، فالحسود لا يفعل الخير ولا يحبه لإخوانه المسلمين ، وغاية ما يتمناه هو زوال نعمة الله على عباده ، إنه بهذا العمل قد سلك طريق الشيطان عليه لعنة الله ، فما منع الشيطان من السجود لأبينا آدم إلا الكبر والحسد ـ نعوذ بالله من ذلك ـ وما حمل قابيل على قتل هابيل إلا الحسد ، والحسد من الأمور المحرمة والمنهي عنها في هذا الدين العظيم ، إلا ما كان من قول النبي : [ لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ( أي أنفقه في القربات والطاعات ) ورجل أتاه الله حكمه فهو يقضي بها ويعلمها ] ( متفق عليه ) ، والحسد هنا بمعنى الغبطة أي أنه لا يغبط أحد إلا على إحدى هاتين الخصلتين .
والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها سواءً كانت نعمة دين أو دنيا ، والحسد من صفات أهل الشر والزيغ والفساد والإلحاد ، والحسد بضاعة من بضائع الشيطان ، وبئست البضاعة بضاعة الشيطان ، ويا حسرة المشترين ويا ندامتهم ، قال تعالى : { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } ( فاطر43 ) ، وقال تعالى : { أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله } ( النساء54 ) ، وقال تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } ( البقرة109 ) .

أنواع الحسد :
وللحسد أنواع ومراتب ثلاثة ، يتفاوت الناس ويتدرجون فيها ما بين الحلال والحرام وهذه المراتب هي :
1- تمني زوال النعمة عن الغير : وهذه المرتبة من أخطر المراتب وأشدها حراماً لتحريم الدين لها ولما في ذلك من تصادم مع قول الله عزوجل ، وقول نبيه عليه الصلاة والسلام .
2- تمني استصحاب عدم النعمة : لكراهية الحاسد أن يحدث الله لعبد من عباده نعمة يمتن بها سبحانه على عبده ، فالحاسد يتمنى دوام ما في محسوده من نقص أو عيب كالفقر والجهل وهذا حرام .
3- حسد الغبطة : وهو تمني أن تكون له مثل حال المحسود من غير أن لا تزول النعمة عن المحسود ، وهذا ليس بحرام ، بل ولا يعاب صاحبه لأنه يسعى أن يكون له مثل ما أعطى الله أخيه .

أسباب الحسد :
وللحسد أسباب نابعة من قلب الحاسد بحيث تجعله يمتلئ غيظاً وكمداً على من يحسده وقد يوصله ذلك إلى قتل محسوده عياذاً بالله من ذلك ، ومن أبرز هذه الأسباب :
1- عدم الرضى والقناعة بقسمة الله تعالى بين العباد في أمور الدنيا ، فتجد هذا الحاسد ساخطاً دائماً ، ولسان حاله يقول : لماذا فلان عنده مال وأنا ما عندي ؟ لماذا فلان في مركز مرموق وأنا لا ؟ وهكذا .

2- الحقد والعداوة والبغضاء : فالمبغض لا يحب أن يرى ممن يبغضه نعمة عليه من الله عز وجل بل على النقيض من ذلك .
مقتبسسـلوكيـات يجب الحذر منها

يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك

القلب مصدر السعادة والشقاء

يحيى بن موسى الزهراني

إمام الجامع الكبير بتبوك 
الحمد لله الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الحمد لله الحق المبين الذي هو على كل شيء قدير ، وأشهد أن لا إله إلا الله والصلاة والسلام على من بعثه الله بشيراً ونذيراً للعالمين نبينا وحبيبنا محمد ، وعلى آله وصحابته الغر الميامين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ياأكرم الأكرمين . . . أما بعد :
فالقلب مصدر السعادة والشقاء للإنسان ، فإن احتوى على نفس مطمئنة ومؤمنة بلقاء الله وبجنته وناره فصاحبه من السعداء ، وإن احتوى على نفس أمارة بالسوء وتدفع للمعاصي والذنوب والفواحش فصاحبه من الأشقياء ـ عياذاً بالله من ذلك ـ فإذا صلح القلب صلح سائر الجسد واستبشر صاحبه بالخير والنور ، وكان من أهل الخير والسرور فهو في الدنيا بصير العين والقلب ، ذو بصيرة ونضر ثاقب ، يراقب الله عز وجل في السر والعلانية ، يرجو رحمة الله ، ويخشى عذابه ، تتوق نفسه للقاء الله عز وجل ، ليجد ما أعد الله له من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، فهو من السعداء في الدنيا وفي القبر وفي  الآخرة ، علم حدود الله فوقف عندها ولم يتعداها ويتخطاها إلى ما حرم الله بل التزم بما أمر الله به ورسوله عليه الصلاة والسلام فهو وقّاف عند حدود الله و محارمه يقوم بأوامر الله ، ويجتنب  نواهيه ، فهنيئاً لهذا القلب المطمئن هنيئاً له بما أعد الله له من نعم لا تعد ولا تحصى ، وهذا هو القلب السليم ، أما القلب الأخر وهو القلب السقيم المريض فإنه قلب فاسد ، وسيفسد سائر الجسد ، فصاحبه ذو قلب مكبوب منكوس تغيرت فيه ملامح الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، فهو يدعو صاحبه إلى فعل الفواحش الظاهرة والباطنة لايقف عند حدود الله ، عرف محارم الله فارتكبها ، واستوعب أوامر الله  فتركها وانصرف عنها ، استوثق بقفل الذنوب والمعاصي ، وأغلق عليه وأحكم الغطاء ، فهذا الجسد الذي احتوى هذا القلب فهو كالبيت الخرب ، دمار ظاهره وباطنه ، فصاحبه لا  يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، انكب على الشهوات والهوى ، أعمى البصر والبصيرة ، مطموس الفطرة والخلقة ، اجترأ صاحبه على فعل كل فاحشه ورذيلة ، وارتكاب كل معصية وخطيئة ، لا يردعه رادع ، ولا يمنعه مانع ، فهو لم يطع الخالق سبحانه ، بل تعدى حدوده ، قال تعالى: { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين } ( النساء 14 ) ، لا يمل ولا يفتر عن مشاهدة الأفلام الخليعة وسماع الأغاني الماجنة ، لا يمل ولا يكل من العكوف على الدشوش وما فيها من هرج ومرج ، وما فيها من بعد عن الله  وأوامره ، يفعل الفواحش غير آبه بما أعد الله له من العذاب والسعير في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة فكيف بصاحب هذا القلب إذا احتوشته ملائكة العذاب ، سود الوجوه أصواتهم كالرعد القاصف ، كيف بهذا المسكين عندما يوضع في قبره ليس معه أنيس ولا جليس إلا عمله القبيح ، كيف به في وحشة القبور والعذاب يأتيه من كل مكان فإنا لله وإنا إليه راجعون ، كيف بهذا المخلوق إذا تشققت السماء بالغمام وتنزلت الملائكة الكرام وتطايرت الصحف فآخذ صحيفته باليمين وآخذ صحيفته بالشمال أو من وراء ظهره ، كيف بهذا المسكين إذا قيل له { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } ( الإسراء14 ) ، ماذا تفعل يا مسكين إذا ناداك الملائكة للحساب والعتاب ، إذا نوديت أين فلان بن فلان تقدم للحساب ؟ كيف ستقابل جبار السماوات والأرض وكل شيء محصى عنده { في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } ( طه52 ) ، كيف بك أيها الغافل عندما تنطق وتشهد عليك جوارحك بكل ما فعلته وقلته ، يقول تبارك وتعالى : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } ( النور24 ) ، وقال تعالى : { ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءُوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون } ( فصلت 19/20 ) ، فأين المفر ؟ وأين الملجأ ؟ وأين المهرب ؟ قال تعالى : { ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } ( الذاريات 50 ) ، ماذا ستقول للخالق سبحانه ؟ ماذا ستقول لعالم الخفيات ، قال تعالى : { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } ( الحاقة 18 ) ، هذا القلب هو القلب المطموس بصيرته ، المريض سريرته .       
قيل أن لقمان دفع إليه سيده بشاة وقال اذبحها وائتني بأطيب ما فيها ، فأتاه بالقلب واللسان ، ثم بعد أيام أتاه بشاة أخرى وقال له اذبحها وائتني بأخبث ما فيها ، فأتاه بالقلب واللسان ، فسأله سيده عن ذلك ، فقال : ما أطيبهما إذا طابا ، وما أخبثهما إذا خبثا . 
  أسباب صلاح القلب :   
1ـ قراءة القران بالتدبر والتفكر فيه ، وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2ـ تقليل الأكل .
3ـ قيام الليل وإحياؤه بالعبادة .
4ـ الدعاء واغتنام أوقات الإجابة .
5ـ مجالسة الصالحين .                   
6ـ الصمت عما لا يعني .
7ـ الابتعاد عن أهل الفسق والمعاصي .
8ـ أكل الحلال والابتعاد عن أكل الحرام والمشتبه .
9ـ اجتناب المنكرات والملاهي .
10ـ اغتنام الأوقات بالنافع من الأقوال والأعمال .
11ـ الإكثار من الصيام ، والتتابع بين الحج والعمرة .
12ـ الخلوة بالنفس ومحاسبتها .
13ـ العلم بأن الله مطلع على الأقوال والأعمال .
14ـ بر الوالدين .                     
15ـ زيارة القبور فإنها تذكر الآخرة .
16ـ الصدقة ، وتفقد الفقراء والمساكين ومعرفة أحوالهم .
17ـ زيارة المرضى ، ومن يعانون سكرات الموت .
18ـ المحافظة على الصلوات جمعة وجماعات .
19ـ التفكر في مخلوقات الله تعالى .
20ـ النظر في عواقب الظلمة والطغاة والمفسدين الذين قصهم القرآن ، أو من نسمع عنهم في هذه الأزمان .

مقتبس منسـلوكيـات يجب الحذر منها